من طرف أسير الذكريات الأحد سبتمبر 04, 2011 8:12 pm
| عنوان القصة :القمح المشتعل |
المؤلف: روضة الفرخ الهدهد |
الناشر :تقنية تبادل الشبكات |
| |
|
|
بدات اصنع الكعك والمعمول استعدادا للعيد .. ووضعت السميد في وعاء كبير ، وادرت عليه السمن المحمى.. .وتجمع اطفالي من حولي فرحين .. هذا يشارك بوضع السمن، وذلك ينزع النوى من التمر ، وذاك ينقي الجوز و الفستق .. وعندما سالتني ابنتي مما يصنع السميد يا امي ؟ ؛ اجبتها دون تفكير من القمح .. يا للقمح ما اقسى ذكراه هذا العام..
تراءت امام ناظري حقول القمح وسنابله الصفراء تتمايل وتلمع كالذهب في اراضي جنوب لبنان . وتراءى امام ناظري (محمد الشريف) وقد خرج مع اهله يبذر القمح في الارض بعد ان حرثها مرتين ، بالجرار مرة وبالبغال مرة اخرى ... وتخيلت ام محمد واهل القرية ينتظرون الشتاء ليروي البذار ، ولينبتها اعوادا خضراء ، ثم تمتلئ بالحب المبارك ثم ينتظرون الصيف لتنضج وتلمع كالذهب الاصفر...
ولكن الزرع هذا العام كان كما قال تعالى في كتابة الكريم (( كزرع اخرج شطئه فازره فاستغلظ فاستوىعلى سوقه ، يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار))
كان رزعا يغيظ اليهود ، فدخلو بدباباتهم الحقول والسهول .. وتعمدوا ان يسيروا بين اعواد القمح وسنابله ، وكان اهل محمد وسكان الجنوب في لبنان يخرجون بعد ذلك يتفقدون المحصول للاطمئنان عليه وقد امتلات قلوبهم غيظا والما وكرها منذ دخلت القوات الاسرائيلية جنوب لبنان ، واقتحمت سهوله وجباله ، وهدمت بيوته ومدارسه وجوامعه وكنائسه ، ومنذ ان سرقت مياه انهاره وينابيعه ، ومنذ ان قتلت من قتلت واعتقلت من اعتقلت من ابنائه ، ومحمد شارد الفكر ، يخطط للقيام بعمل ما .... للانتقام منهم اذا ما عاودوا الاعتداء على حقول القمح .
|
|